بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبى عبد الرحمن السلمي عن عثمان – رضي الله عنه – عن الني –صلى الله عليه وسلم – قال ((خيركم من تعلم القران أو علمه )). قال واقرأ أبو عبد الرحمن في امرأة عثمان حتى كان الحجاج، قال وذالك الذي أقعدني مقعدي هذا.
أ-المفردات :
(خيركم من تعلم القران وتعلمه) أي خير المتعلمين والمعلمين من كان تعلمه في القران لا في غيره ،إذ خير الكلام كلام ،فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به .
(قال واقرأ أبو عبد الرحمن في امرأة عثمان حتى كان الحجاج) قال ابن كثير – رحمه الله – في (فضائل القران) :وقد كان أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي الكوفي احد أئمة الإسلام ومشايخهم ممن رغب في هذا المقام ،فقعد يعلم الناس من إمارة عثمان إلى أيام الحجاج ، قالوا وكان مقدار ذلك الذي مكث يعلم فيه القران سبعين سنة ))
(قال أبو عبد الرحمن : فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا)
أي هذا الحديث الذي حدثني به عثمان هو الذي أجلسني مجلسي هذا ،يعني هو الذي حملني على جلوسي مجلسي هذا للاءقراء .
ب- المعنى الإجمالي :
إن تعلم القران الكريم والقيام بتعليمه وبيانه للناس من أفضل الإعمال واجل القرب ،يحظى معلمه ومتعلمة بالخيرية في الأدنياء والآخرة ،وتعليم القران وتعلمه من اشرف العلوم وأعلاها منزلة ،والمشتغلون به داعون إلى الخير ،واعم الخير نشر العلم وأفضل العلم كلام الله عز وجل ،وهم مثابون مأجورون باءذن الله عز وجل ،وذلك لان نفع تعليم القران من النفع المتعدي الدائم الذي يثاب عليه صاحبه ولو بعد مماته ،عن سهل بن معاذ بين انس عن أبيه إن النبي صلى الله علية وسلم قال : (من علم علما فله اجر من عمل به ،لا ينقص من اجر العامل ) (صحيح الجامع 6396).
وتعليم القران الكريم باب عظيم من أبواب الدعوة إلى الله عز وجل ومجالاتها ،قال تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صلحا وقال إنني من المسلمين) .
قال الحافض ابن حجر – رحمه الله -: والدعاء إلى الله تعالى يقع بأمور شتى ،من جملتها تعليم القران ،وهو اشرف الجميع .
بل إن معلم القران والعامل به من خيار الأمة ، فهو خيار من خيار ،قال تعالى((كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) .
وما ذاك إلا لان تعلم القران وتعليمه هو الأساس الذي يقوم عليه الذين وبه تعرف الشرائع والإحكام ،وبنوره تستضيء الأمة وتسير على طريقه وتتربى على منهجه .
ت- فوائد الحديث :
1. الحث على تعلم القران وتعليمه ،وانه أفضل إعمال البر كلها .
2. إن من تعلم القران وعلمه هو أفضل الناس وخيرهم ،لأنه مشتغل بأفضال الكلام وأخيره .
3. تنبيه العالم إلى نفع غيره بما علمه .
4. بيان ما كان عليه سلف هذه الأمة من إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ،والعمال بالعلم إذ إن أبا عبد الرحمن جلس لإقراء القران عملا بهذا الحديث الذي بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .وقبله أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه راوي هذه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان من أعظم مناقبه جمع القران ليتيسر للناس قراءته وإقراؤه ،وكان تاليا لكتاب الله حتى في أخر لحظاته رضي الله عنه ،فقد قتل رضي الله عنه وأرضاه وهو يقرا القران .
وفقكم الله