قال الله تعالى في سورة المائدة:
"وقالتِ اليهودُ والنَّصَارَى نحنُ أبناءُ الله وأَحِبَّاؤُه، قل فلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بذنوبكُم، بل أنتم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ".
يجبُ الحَذَرُ الشديدُ من قولِ بعضِ الجَهَلة "إنَّ البَشَرَ أبناءُ الله" أو"أولادُ الله" فإنه كفرٌ صريحٌ لا يُقبل له تأويلٌ ولا فرقَ بينَ أنْ يُقالَ مجازًا أو حقيقةً.
فمن ظَنَّ أنه يجوزُ أنْ يُقال "نحن أبناءُ الله" بالمعنى المجازيِّ أي إنَّ اللهَ كافينا بالرِّزق فإنه غيرُ مسلم .
ومما يجب الحذر والتحذير منه اعتقاد بعض الجهال عن قول الله تعالى
""والفتنة أشد من القتل ""
قولُ اللهِ تَعَالى"والفتنةُ أشدُّ من القتلِ"[سورة البقرة/191] وقوله: "والفتنةُ أكبرُ من القتلِ"[سورة البقرة/217] معناه الشِّرْكُ أشدُّ من القتلِ، وليس معناهُ أنَّ مُجَرَّدَ الإفسادِ بينَ اثنينِ أشدُّ من قتلِ المسلمِ ظلمًا، ليس هذا معناه ،بلِ الذي يعتقدُ ذلكَ يكون قد كذَّبَ الشريعةَ لأنه معلومٌ من الدِّينِ عند الخَاصَّةِ والعَامَّةِ أنه لا شيءَ أكبرُ ذنبًا من قتلِ المسلمِ ظلمًا إلا الكفرُ. قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم :"لَزَوَالُ الدُّنيا أَهْوَنُ عندَ الله من قتلِ رَجُلٍ مسلم". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ في(سننه).
كما صح وجود
الله
قبل وجود الجهة والمكان
يصح وجوده بعد وجود الجهة والمكان بلا جهة ولا مكان
قال احد الاولياء العارفين بالله تعالى:
ومن أشد شبه المجسمة قولهم: إذا لم يكن الله عندكم متحيزًا في مكان وجهة فقد تكونوا نفيتم وجوده.قيل لهم:
ليس من شرط الوجود التحيز في مكان وجهة، أليس كان موجودًا قبل الجهة والمكان بلا جهة ولا مكان؟
فيقولون:
نعم،
فيقال لهم:
كما صح وجوده قبل وجود الجهة والمكان يصح وجوده بعد وجود الجهة والمكان بلا جهة ولا مكان.
أرسلها لغيرك
مهما تصورت ببالك فالله لا يشبه ذلك
قال الله تعالى:"وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى"[سورة النجم/42]. معناه أن الله لا تُدرِكُهُ تصورَاتُ العبادِ وأوهامُهُم. قالَ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل: "مَهْمَا تَصَوَّرْتَ ببالِكَ فاللهُ لا يُشْبِهُ ذلكَ"، نَقَلَهُ أبو الفَضْلِ التَّمِيمِيّ[b].